
الخيط
شعر: معتز أبو صالح *
هذا الخيطُ..
من رأسي أم من وسادتي انسلَّ!
كيف له أن يؤاخي شَعْري
أو كيف لِيدي أن تصيرَ إبرَة؟
هذا الخيطُ
لا لونَ لهُ
مثل اسمي المخضّبِ بالغيم
ولا طولَ لهُ
مثلَ حنيني لأوَّلِ شجرةِ جوزٍ عانقتُها،
أوصلتني السماءْ ولم ترْمِني من جديد..
خفيفٌ هذا الخيطُ
مثل ذاكرتي التي لم يبقَ فيها
سوى ما نسيت
بطيءٌ
مثلَ ثورتي على نفسي
يا أيها الخيطُ/ الحيطُ
علّمني كيفُ أرجعُ إلى الثوب
فهناك على غيمِ الشتاءِ الأخير
علّقتُ جلدي
كي يجفَّ من خلايا ليست لي
أو علّمني كيف أكونُ خاتمًا
لإصبعٍ غرقتْ في دم القصيدة
وحدة
أنْ تكونَ وحيدًا في التأمُّلِ: رزانة.
أنْ تكونَ وحيدًا في الغناء: حماقة.
(نيتشه)
هذا المساء أنا وحيد..
كيف لي أن أُغنِّي الفكرة؟
قافية أخرى
"..إذا متُّ ظمآنًا فلا نزلَ القَطْرُ"
أبا فراس..
أيُّ قافيةٍ كانت سَتَنْتَقيك
لو كنت غيمة؟
* معتز أبو صالح: شاعر وروائي جولاني
|